مدونة اصلاح القلوب عبدالباسط ابومعاذ

الاثنين، 24 مارس 2014

الكاتب ابومعاذ | على5:13 م | لا يوجد تعليقات
 

أول مرتبة من مراتب الرجال، إذا أحيا الله في قلب المؤمن الحياة الإيمانية، لكن لا يجعلها مثل الحياة العيسوية؛ فلا يولى وجهه نحو الدار الآخرة، ويترك الدنيا بالكلية، من أجل هذا جاء لنا صلى الله عليه وسلم بالمزية في هذه الحياة الإيمانية المحمدية فقال صلى الله عليه وسلم {إن لربك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه } [1] يعطي لكل واحد حقه، يعطي ما في قلبه لله، ويعطي جسمه وجوارحه لخلق الله، وهذه هي القسمة العادلة، وغيرها { قسمة ضيزى} النجم 22 فالذي يجعل قلبه وكله للناس، فقد ضيع مكانته عند رب الناس، والذي يجعل قلبه وجوارحه للدار الآخرة، يصبح وقد ترك المهام والتكاليف التي كلفه بها رب العالمين، والتي منها {قوا أنفسكم وأهليكم نارا } التحريم 6 والتى منها {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } طه 132 والتى منها {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } النور 37 هذه كلها تكليفات كلفنا بها الله، فالذي يحيا الحياة الإيمانية، ويخرج هائما في الجبال أو في الصحارى أو في البراري، لا يشعر بليل أو نهار، ولا يعرف للذهب أو للمال مقدار؟ أهذه الحياة المطلوبة عند الواحد القهار؟ لا، هذه منزلة دنية، ولذلك قال فيها صلى الله عليه وسلم {إن عيسى بن مريم مشى على الماء، ولو زاد يقينا لمشى في الهواء } [2] كأنه يوجد يقين أعلى من هذا، حتى لا نقف عند المقام العيسوى، لأن المقام العيسوى يجذب كثيرا من السالكين، فيريد أن يعرف الناس الذي في بيوتهم، والذي في صدورهم، يريد أن يحيي الموتى بإذن الله، يريد أن يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، ومعتقدا أن هذا هو المقام العالي، النبي قال: لا، وفى رواية أخرى للحديث { لو أن أخى عيسى كان أحسن يقينا مما كان، لمشى في الهواء، و صلى على الماء } [3] فلا تقف عند هذا المقام، ماذا نفعل؟ ندرس، فالمدارسة تعلى الهمة للسالكين ، وحبذا لو كانت في مدرج سيد الأولين والآخرين، وإذا كان المحاضر يتلقى مباشرة الإرسال المباشر من محطة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، ليست مدارسة الكتب، كما قلت لأنه القوم لم يكتبوا فى كتبهم الا ما تتحمله العقول والإنسان آلذي يريد ميسور يمشي فى طريق المقربين؛ لابد له أن يفتح عقله الوهبى للكلام العالي النازل من فيض فضل الله، ويضع عقله ال ** بى هنا لتسيير شئون الدنيا، وتدبير أمور الحياة؛ للقيام بالمهام التي كلفه بها الله في شئون الأسرة والبيت، لكن السير والوصول إلى الله، يحتاج إلى العقل الموهوب الذي وهبه لك الله، فمقام الروحانيين الذين يقول فيهم أحد الصالحين {لا تخلو الأرض من مائة ألف على قدم عيسى عليه السلام} الذين نراهم جميعا، والذين تعجبنا أحوالهم، والذين نأنس بأخبارهم وأقوالهم، والذين نظن أنهم في الدرجة العلا، النبي قال: لا، لازال يوجد يقين أعلا من هذا اليقين، وهؤلاء جميعا لن يصل واحد منهم إلى يقين سيدنا عيسى عليه السلام، فكل الذي سيظهر في هذا المقام، أو ظهر، لن يصل أحد منهم إلى مقام سيدنا عيسى، ومع ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ويخبر، أن هناك يقينا فوق يقين سيدنا عيسى عليه السلام، فإذا حيا الإنسان الحياة الإيمانية، التي جاءت في الشريعة المحمدية {وكذلك جعلناكم أمة وسطا } البقرة 143 تفجرت في قلبه عيون العلوم الإلهية التي يحتاج إليها في سيره وسلوكه إلى الله، وكل واحد منا له علم خاص به، وعطاء الله لا نهاية له، ولا حد له، ولا مدى له، لأن {لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق } والآفة التي تعطل أهل هذا العلم، أو أهل هذا المقام، منهم من يأخذ علوم باطن القرآن، ومنهم من يأخذ علوم نور الفرقان، ومنهم من يتصل بقلبه بالكائنات، فيحصل حكمة وجودها، وسبب إنشائها بسر من الله، آفة هؤلاء - وعلومهم كثيرة وكثيرة -: إذا قال أو ادعى كل واحد منهم أنه حصل النهاية، وأن ما عنده هو نهاية العلوم، وغاية الفهوم، وليس هناك علم مكنون غير ما عنده، هذه هي الآفة التي تحجبه في هذا المقام ، ولذلك رسول الله فورا، بين أن نور هذا العلم، والسبيل الذي يبين لك صواب هذا العلم، إذا ظهرت عليك محاسن روحانية، وجمالات ربانية، يراها أهل الخصوصية، مثلما ظهر فى يوسف عليه السلام مضت هذه المحاسن تجعل من يحبونك، ومن يأنسون بك، إذا جلسوا بين يديك؛ يستمعون إلى العلم المفاض على قلبك من الله، ولا ينشغلون بشئ، ولا يحسون بشئ، حتى ولو كان هناك سكين، وقطع جزءا منه، أو عضوا منه، لا يشعر {فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم} يوسف 31 وبعد هذا، مقام أهل الحكمة {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب } البقرة 269 وبعد هذا مقام أهل المواجهات، وأهل المكاشفات، وأهل المكافحات - وإمامهم سيدنا موسى عليه السلام -، ​​وبعد هذا مقام أهل الخلة الكرام، الذين باعوا كل شئ لله، وجعلوا أجسامهم وأولادهم وأزواجهم وأحوالهم وأنفاسهم كلها لله ، ومع ذلك يبين رسولكم الكريم صلوات الله وسلامه عليه، في رسالة صغيرة من سيدنا إبراهيم لكم، ألا تركنوا إلى أي مقام من هذه المقامات، فهي منازل المريدين والمحبين والطالبين وهنآك بعد ذلك، منازل المرادين، والمحبوبين، والمطلوبين، والمخلصين لله العظيم، من أجل هذا قال سيدنا إبراهيم {أقريء أمتك مني السلام واخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان} [4] كل هذه المنازل منازل الجنة، وهناك بعد ذلك صاحب الجنة، وخالق الجنة، ورب الجنة، ونعيم الجنة، وسر قرب أهل القرب في الجنة، وهو الله {فمن كان الله مراده فمقعد الصدق وراءه }، فهو لا يريد أي شئ من هذه المنازل كلها، ولذلك فأحد الصالحين يبين لنا منازل الأفراد وإمامهم سيد العباد صلى الله عليه وسلم يقول فيه مقام خليل الله بدء لسيره وقدس كليم الله إكرام مبدء كل مضت هذه المقامات التي ذكرناها والمنازل، تحدث عنها العارفون وذكروها وفصلوها، وفصلوا علومهم، وفصلوا أحوالهم، وفصلوا أنورهم، وبينوا كل شئ عنهم، فماذا بعد هذا؟ ، مقام الأفراد الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم {سيروا، سبق المفردون - وفي رواية أخرى: سيروا، سبق المفردون - الذين أفردهم الله بالقصد، ما حال هؤلاء؟ قال - يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفاقا} [5] هؤلاء ما هو همهم؟ هؤلاء همهم كله في ذكر الله، قلوبهم لا تغفل عن الله طرفة عين ولا أقل، لا يبغون بذلك منازل، ولا درجات، ولا مقامات، ولا شهرة، ولا مظهرا، ولا مخبرا، بل يريدون وجهه عز وجل، لا يبغون بذلك بديلا، وفي ذلك تقول السيدة رابعة العدوية رضى الله عنها: كلهم يعبدون من خوف نار ويرون النجاة حظا جزيلا اقتراحات للبان يدخلوا الجنان فيحظوا بنعيم ويشربوا سلسبيلا ليس لي فى النار والجنان حظ أنا لا أبغى بحبي بديلا أين هؤلاء القوم؟ وما أسرارهم؟ وما أحوالهم؟ هؤلاء لا تباح أسرارهم إلا لمن ملكنا أرواحهم، ووضعوا نفوسهم وراء ظهورهم، لأنهم يقولون {مكتوب على حضرة القدوس: لا ينال سرا واحدا منها أرباب النفوس} هؤلاء إسمهم الأفراد، وهؤلاء الجالسون على أرآئك القرب والوداد، وهؤلاء الذي في أيديهم كل كنوز المنعم الجواد، وهؤلاء هم الحاملون لأعلام الهداية والإرشاد، ومؤيدون في كل حركاتهم وسكناتهم من رب العباد 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 






  


{1} عن سلمان فى صحيخ ابن حبان و جامع المسانيد وصحيح ابن خزيمة، وفى البخارى باختلاف الفاظ و قد ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله فى موضع آخر ونصه {فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا ، وأن لزورك عليك حقا، رواه البخارى ومسلم وغيرهم كثيرون باختلاف ألفاظ وزيادة أونقصان} {2} الحكيم عن زافر بن سليمان فى كنز العمال للمتقى الهندى البداية والنهاية لابن كثير، وابن أبي الدنيا {3} رواه الديلمى عن معاذ بن جبل و فى كنز العمال للمتقى الهندى {4} سنن الترمذى عن ابن مسعود {5} رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة 

الخميس، 20 مارس 2014

الكاتب ابومعاذ | على6:09 م | لا يوجد تعليقات


وكشفت انه مع النظام الذي يمكن إصلاح البشرية في جميع المراحل وجميع الظروف، وإصلاح الفرد في نفسه، وإصلاح الأسرة في المنزل وإصلاح المجتمعات والبيئات، ليس فقط سياسيا واقتصاديا والقوانين والتشريعات، ولكن أيضا في الملاهي و المرطبات، أحضر النظام المثالي والتوجيه الصحيح من القرآن الكريم لكل من الإنسانية الجانب.
والوقت والأيام يوافق ما قلناه، ومنذ ذلك الوقت انه تم الكشف عن المفكرين التفكير والمشرعين التشريع والفلاسفة والحكماء وتضع أنظمة وأنها دائما اكتشاف أخطاء في النظم البشرية والثغرات في القواعد المنصوص الناس، لذلك يعودون إلى الكمال النظام والقانون المثالي مؤكدا أن لا شيء يمكن أن تكون مناسبة لجميع الشعوب باستثناء ما جاء به النبي المثالي (عليه السلام).
الدول الغربية في الوقت الحاضر يتشدقون ويتحدثون كثيرا عن حقوق الإنسان يتصرفون كما لو أنهم أنبياء طلب الناس للقيام لحقوق الإنسان، في حين أنها تفعل ذلك مع توازن مع اثنين من المقالي مختلفة، يتابع منهم أنها تعطي ودعم له ولمن يرفض نظامهم هم مقاطعة له وحاربه بطريقة بلاده لا تستطيع تحمل أو مقاومة.
في حين أن حقوق الإنسان التي النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) وجلبت تشريع في الوعظ وداع (Khotbat آل داع ') لا يزال نموذج البرق لجميع الناس إلى يوم القيامة.  وقال انه في بعض بنودها: (يا أيها الناس، والله هو واحد، والدك هو واحد، لا عربيا لا يتجاوز من غير العرب وغير العرب لا يتجاوز عربيا، لا يتجاوز سوداء حمراء، لا يتجاوز حمراء سوداء، فإنها تفعل فقط مع التقوى والخوف من الله،  "إنا الأكثر تكريم منكم في عيني الله (وهو من هو) الأكثر الصالحين منكم "  سورة الآية Hojorat وقال 13)، وخلال هذه الوعظ انه يحظر أيضا الباغية الناس في أموالهم أو أعراضهم والهيئات النبي المختار عن هذا التصدي الأمة كلها: (يحظر كل مسلم لمسلم آخر، ثروته، شرفه ودمه). أنها نسخت تلك الوثيقة، وضعت وتحديثها ذلك التظاهر حتى أنها جعلت من نفسها، ولكن يبدو خداع بهم عندما لا يستطيعون الوفاء به عمليا. 
 
الكاتب ابومعاذ | على5:54 م | لا يوجد تعليقات

في القرآن الكريم



سؤال: ما هو القرآن؟ والذي كتب ذلك؟
القرآن الكريم هو كتاب الله الذي كشفت عنه الملاك جبرائيل الى النبي محمد (صلى الله وسلم الله صلى الله عليه وسلم)، هو كلمة الله إلى رسوله (صلى الله وسلم الله صلى الله عليه وسلم) بما في ذلك كل شيء مسلم الاحتياجات في حياته، واصفا كل شيء سوف يحدث له في الآخرة، والتي تبين تفضل كبيرة أعدت للمؤمنين وتعذيب كبيرة أعدت للكافرين، والقرآن هو كما يقول الله تعالى:
"يتم إرساله بنسبة واحد كامل من الحكمة، جدير جميع الحمد (الله)" سورة Fosselat، الآية 42.
الرسول (صلى الله وسلم الله صلى الله عليه وسلم) تستخدم للحصول عليه عن طريق الوحي، وعندما كانت قادمة له انه شعر حالة عاطفية يراها كل الناس من حوله، وبعد ذلك يقول الآيات كشفت له من قبل الله، قريبا الناس الذين يستطيعون القراءة والكتابة بين تلقي أصحابه لهم وكتابتها على قطعة من الجلد أو العظام أو الحجارة وإضافتها إلى بعضها البعض وفقا لأوامره (صلى الله وسلم الله صلى الله عليه وسلم)، بعد تعليمات من غابرييل ، كان يقول له أماكن الآيات عندما كشفت له. اعتاد أن يقرأ جميع القرآن كشف الله عليه وسلم مرة في السنة في شهر رمضان، في السنة توفي قرأ القرآن كله مرتين عليه وسلم في شهر رمضان، وهذا هو من بين الأسرار التي يحمي الله كتابه.
بعض الناس يزعمون أن النبي محمد كتب القرآن بنفسه، وهذا هو لا تعتمد نداء ضعيفة على أدلة حقيقية واحدة. كان النبي رجل أمي، وقال انه لا يعرف كيفية القراءة أو الكتابة، وقال انه لم تلقى تعليمه في إحدى الجامعات أو من قبل المعلمين، غادر مكة المكرمة مرتين فقط على التجارة في سورية، وقال انه لم يذهب إلى الجامعات أو للتعلم في مكان قريب المدن. ثم كيف لم يحصل على تاريخ الأمم السابقة وخبر العصور التالية وهذه التشريعات العظيمة التي يدهش العلماء في العصر الحديث لأنها تتناسب مع الحياة الفعلية الحديث؟ كيف انه لم يعرف النظريات العلمية الأكثر حداثة فقط اكتشفت هذه الأيام؟ كيف انه لم تحليل النفس البشرية والعواطف والهواجس المذكورة داخل الرجل حين علم النفس ونظرياته لم تظهر الا في هذا الوقت؟
أشياء أخرى كثيرة أؤكد أيضا أن هذه الكلمات هي الحديث عن الخالق وجميع قو

الأربعاء، 19 مارس 2014

الكاتب ابومعاذ | على11:19 ص | لا يوجد تعليقات
{مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ - منتديات

إذا كان القرآن الكريم بيَّن فضائل رسول الله صلوات الله وسلامه عليـه ، وبعد ، فمن من العلماء أو المحدثين أو الخطباء يستطيع أن يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكننا نقول لنذكَّر بعضنا على سبيل الذكرى
ولذلك فإن أحد الصالحين ، وكان من العشاق للذات العليَّة ، وقد وقف حياته كلها على مناجاة الله ، وعبادة الله ، والتذلل بين يدي الله ، والتضرع بين يدي الله ، لعله ينال القبول من الله ، فهو يعبد هذه الذات ، وقال فيها قصائداً فوق العقول ، وعندما حانت منيَّته ، وفي لحظة الانتقال ، عُرِضَ عليه مقعده في الجنَّة ، وأروه مكانته في الجنَّة ، ولكنه لدلاله مع الله لم يرض بهذه المنزلة ، وقال منشداً :
فإن تلك منزلتي في الحب عندكم ما قد رأيت فقد ضيَّعت أيامي
لماذا؟ لأنه يريد الله {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28 
كالجماعة الذين يتحدث عنهم الرسول ، أنهم يوم القيامة وبعد أن يدخلوا الجنَّة ، ويأمر الله لهم بأنواع نعيم الجنَّة كلها ، ويقول لهم : هل بقى لكم شئ؟ مثل الذي عنده ضيوف ، ويقدم لهم واجب الضيافة ، ويقول لهم : بقى لكم شئ ؟ فيقول الله سبحانه وتعالى : بقى لكم شئ عندي ادخرته لكم ، فيقولون وما هو؟ ، فيكشف لهم عن بديع وجهه ، فينظرون إلى وجه الله بالنور الذي يحبوهم به ، الله فلا يجدون مع حسن الله شيئا ، فينسون النعيم ، وينسون الملذَّات ، وينسون المتع ، وينسون كل هذه الأشياء، بجوار جمال الكريم سبحانه وتعالى :
{إذَا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهْلُ النَّارِ النَّارَ، نادَى مُنادِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، إنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدا يُرِيدُ أنْ يُنْجِزَكُموهُ فَيَقُولُونَ : ومَا هُوَ؟ ألَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنا ، وَيُبَيِّضْ وُجوهَنا؟ - و فى الحديث الآخر - : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ}[1]
فهذا الرجل الصالح ، لما انتقل رآه أحد الصالحين في المنام ، فقال له : أنت قلت كلاماً كثيراً في الشوق إلى الله ، وفي مناجاة الله ، فلماذا لم تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، فقال :
أرى كل مدح في النبي مقصرا وإن بالغ المثنى عليه وأكثرا
إذا كان الله أثنى بما هو أهله عليه فما مقدار ما يمدح الورى؟

ولذلك فإن أحد الأئمة لما مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ظل يمدح فيه ، ويثنى عليه ، وفي نهاية المطاف ، قال أعذرني يا رسول الله :
على قدرى أصوغ لك المديحا ومدحك صاغه ربى صريحا
ومن أنا ياإمام الرسل حتى أوفى قدرك السامى شروحا
ولكني أحبك ملء قلبي فاسعد بالوصال فتىً جريحا

فإني أعبّر فقط عن محبتى لك ، فكل الذي يتحدث عن رسول الله ، يعبِّر عن بعض ما في فؤاده من الشوق إلى رسول الله ، ومن الوجد إلى رسول الله ، ومن الحبِّ إلى رسول الله ، ومن الغرام في سيدنا ومولانا رسول الله {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب40
فهو رسول الله ، وختام النبيين ، فهذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، من الذي أدَّبه ؟ ، ومن الذي تولاه ؟ ومن الذي قال له : لا تخف {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}الحجر95
ومن الذي قال له مر الحراس بتركك؟ وقال له {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} المائدة67
فهو الذي سيتعهد بحفظه ، وبكفالته ، فالذي أرسله وبعثه ، هو الذي تعهَّد به من البداية إلى النهاية صلوات الله وسلامه عليه ، من أجل هذا لما نرى بعض أحداث ميلاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، نجد الدليل على فضل الله ، وعلى عظيم نعم الله التي لا تعد ولا تحصى علينا كلنا ، ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما فضل الله على رسول الله ، فلا نستطيع أن نعبر عنه ، لكن نسأل من عرفوه ، نحن صحيح عرفناه بعض الشئ ، لكن الذي عرفه أكثر وعن قرب ، هم الأنبياء والمرسلون، فدائماً الناس المقربون للإنسان يكونون أكثر علماً به ، وأكثر دراية به ، وأكثر إحاطة به
فأكثر الناس علماً برسول الله وبمكانة رسول الله ، الأنبياء والمرسلون ، لماذا؟ لأن هؤلاء الذين كشف لهم ربنا الستار عن النبي المختار ، فرأوا ما أسبغه الله عليه من النعم الظاهرة والباطنة ، ولما رأوا هذه النعم ماذا طلبوا؟
منهم من طلب أن يكون من أمته ، أي يريد أن يكون فرداً من أفراد هذه الأمة مثله مثلنا ، لماذا؟ من أجل الفضل الذي خص به نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، ومنهم من قدم التماساً حتى يرى هذا النبي ، وليس واحداً بل مائة وأربعة وعشرون ألف نبي ، قدموا جميعاً التماساً لحضرة الله ليكشف لهم عن نور وجه رسول الله ، ويمتعهم به ، فوجه رسول كما يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث {مَنْ رَآنِي حَرَّمَ اللهُ جَسَدَهَ عَلَىَ النَّارِ}[2]
مَنْ رآنِي في المَنَامِ، فَقَدْ رَأَنى حَقَّـاً ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بي}[3]
والحديث الآخر {مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ}[4]
لا بد من ذلك ، والحديث الأول قال {من رآني حرم الله جسده على النارفالذي رآه بأي صورة؟ بالصورة النبويَّة؟ أو بالصورة الحقيَّة؟ أو الصورة النورانيَّة التي خلقه الله عليها سبحانه وتعالى؟ لكن بالنسبة للصورة الجسمانيَّة ، فأبو لهب كان يراه ، وأبو جهل كان يراه ، وقد قال فيها الله {وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}الأعراف198
لا يرون الجمال الذي فيك ، وإنما يرون جسماً مثلهم ، يأكل ، ويشرب ، ويتزوج ، ويذهب ، ويعود ، لكن النور الممتد من هذا الجسم أين هو؟ لا يرونه ، هذا النور من الذي رآه؟ الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 
وهذا الذي جعلهم يتعلقون برسول الله ، وربنا كشف لهم هذا النور ، وهم أرواح نورانيَّة قبل خلق الخلق ، فدعاهم إلى اجتماع بعد ما خلق الكلَّ ، جمع فيه أرواح النبيين والمرسلين ، وبعدما حضروا الاجتماع ، وجدوا نوراً يبهر الأبصار ، غشاهم هذا النور ، فأدهش عيونهم حتى صاروا لا يستطيعون الرؤية ، فقالوا {نُورُ مَنْ هَذَا يَا رَبّْ؟ ، قَالَ : هَذَا نُورُ حَبِيبِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وَ لَوْ آمْنْتُمْ بِهِ لَجَعَلْتُكُمْ أنْبِيَاءَ ، فَقَالُوا : آمَنَّا بِهِ وَ صَدَّقْنَاه}[5]
فأخذ عليهم العهد ، وكتبه في كتابه الكريم {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ} آل عمران81
لم يقل {المرسلينلأن هناك فارقاً بين النبوَّة والرسالة ، فالنبوَّة تبدأ قبل خلق الخلق لأنها للأرواح ، لكن الرسالة لا تأتي إلا بعد أن يبعث ، ويكلَّف ، بعدما يأتي في الدنيا ، فيعطيه الرسالة ، ويقول له بلِّغها ، لكن النبوَّة من قبل خلق الخلق ، ولذلك لما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدء نبوته فقالوا: متى كنت نبياً؟ قال {وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الجَسَدِ}[6]
وهل يوجد شخص ليس له روح ولا جسد ؟ لا ، إذاً يعنى قبل آدم ، وفي الرواية الأخرى قال صلى الله عليه وسلم {إنِّى عِنْدَ اللهِ فِى أمِّ الكِتَابِ لخَاتَمُ النَّبِيينَ ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتَه}[7]
أي وآدم لم يكن طيناً ، ولم يقل {خاتم المرسلين} بل قال {خاتم النبيين} لأن الرسالة لم يأتِ بعد زمانها ، أو مكانها ، أو أوانها ، لكن النبوَّة قبل خلق الخلق ، هذه هي نبوَّة رسول الله {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران81
فرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم من هذا اليوم ، كل واحد منهم مكلَّف بأن يبين جمال رسول الله ، وصفات رسول الله ، وبعثة رسول الله ، وسمات وعلامات رسول الله ، ويأمر قومه أن يتبعوه، ولذلك لما جاء ربنا وتكلم عن اليهود ، قال {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} البقرة146
أيضل أحد عن أولاده؟ ولا يعرفهم؟ فهؤلاء يعرفونه مثلما يعرفون أولادهم ، لكن الذي يمنعهم من الإيمان به؟ الحسد ، والحقد ماذا؟ لأنهم كانوا يطمعون أن تكون النبوة فيهم ، فتكون في بني إسرائيل ، فلما ذهبت النبوة إلى بني إسماعيل غضبوا ، ولم يؤمنوا برسول الله ، فالأنبياء هم الذين عرفوا رسول الله ، ومن أجل هذا عرفونا مقاماته ودرجاته ، وعرفونا ميزاته التي تفضل بها عليه ربنا سبحانه وتعالى ، صلوات الله وسلامه عليه

{1} رواه مسلم عن صهيب والبخاري عن أبي سعيد الخدري والنسائي وأبو داود وأحمد على روايات عدة {2} رواه الديلمي عن أنس {3} الإمام أحمد والبخاري والترمذى عن أنس ، و مسلم والترمذى و ابن حبان عن أبي هريرة على روايات {4} رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة ، ورواه الطبراني عن أبي بكر ، ورواه الدارمي عن أبي قتادة ورواه أبو نعيم عن يحي وهو حديث متواتر{5} رواه ابن سعد عن خالد بن معدان مرسلا {6} رواه الطبراني عن ابن عباس والترمذي عن أبي هريرة والإمام أحمد والبخاري في تاريخه وابن سعد والبزار وأبو نعيم والطبراني والحاكم عن ميسرة الضبى
{7} رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني والبيهقي وأبو نعيم عن العرباض بن سارية 

 همس القلم

الاثنين، 17 مارس 2014

الكاتب ابومعاذ | على6:15 ص | لا يوجد تعليقات
لا منحة إلا بعد محنة - منتديات همس القلم Mohamad's PerfectionsRemembering the Messenger of Allah makes man immediately takes his share of the inheritance of Allah's beloved and His chosen( Prayer and peace be upon Him).Striving with self is in eliminating the confusion and then remembering always the descriptions and perfections of Muhammad.Mohamad's PerfectionsReminding the Messenger of Allah makes man immediately takes his share of the inheritance of Allah's beloved and His chosen( Prayer and peace be upon Him). The striving with self is in eliminating the confusion and then reminds always the descriptions and perfections of Muhammad.( please revise it ..... Mr @[100003351079349:2048:Gamal Abdel-Hameed] @[670511923:2048:Mostafa Rabea Abdelbaset]

الثلاثاء، 4 مارس 2014

الكاتب ابومعاذ | على7:47 ص | لا يوجد تعليقات
شفاعته لأهل الكبائر - اكس ورلد فور عرب Mohamad's PerfectionsRemembering the Messenger of Allah makes man immediately takes his share of the inheritance of Allah's beloved and His chosen( Prayer and peace be upon Him).Striving with self is in eliminating the confusion and then remembering always the descriptions and perfections of Muhammad.Mohamad's PerfectionsReminding the Messenger of Allah makes man immediately takes his share of the inheritance of Allah's beloved and His chosen( Prayer and peace be upon Him). The striving with self is in eliminating the confusion and then reminds always the descriptions and perfections of Muhammad.( please revise it ..... Mr @[100003351079349:2048:Gamal Abdel-Hameed] @[670511923:2048:Mostafa Rabea Abdelbaset]

شارك

Delicious Digg Facebook Favorites More Stumbleupon Twitter