مدونة اصلاح القلوب عبدالباسط ابومعاذ

الجمعة، 29 أغسطس 2014

الكاتب ابومعاذ | على6:48 م | لا يوجد تعليقات
  
هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين
هل يحل لغير مسلم أن يدخل المسجد الحرام في مكة المكرمة ؟ إذا لم يكن كذلك ، لماذا؟
الإجابة : 
لا يحل لغير المسلم أن يدخل البيت الحرام كما لا يحل للمسلم غير المتطهر من الحدث الأكبر والمرأة التى عليها الدورة الشهرية أن يدخلوا البيت الحرام ، لأن شرط دخول البيت الحرام وأي مسجد في الأرض الإغتسال والتطهر من الحدث الأكبر وهو الجنابة
وهكذا نجد أن هذا الأمر ليس قيداً على غير المسلم فقط ولكنه قيدٌ على غير المسلم وأيضاً على المسلم الذي لم يتطهر من الحدث الأكبر (الجنابة) ، وذلك حفاظا على قدسية هذا المكان وكل أماكن العبادة لله عز وجل ، فمن يدخلها يدخلها ليعمرها بذكر الله والصلاة وتلاوة كتاب الله والطواف والسعى وهذه الأعمال كلها يشترط لأداءها الطهارة والوضوء قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} التوبة18
إذا كان التبغ لم يكن موجوداً فى عهد النبى فلماذا يحرمه علماء الإسلام الآن؟
الإجابة : 
اختلف العلماء في تحريم التبغ فمنهم من حرمه بتاتاً ومنهم من كرهه ومنهم من أجرى عليه أحكام الإسلام الخمسة ، مرة مستحب ومرة مكروه ومرة مأمور به ومرة منهي عنه ومرة فاعله مخير فيه ، وذلك لأنه لم يرد نص صريح بخصوصه في القرآن أو السنة ، والأثر الذي استندوا عليه هو ما ورد عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : {نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ}{1}
وجعلوا التبغ يدخل في التفتير ، والتفتير أي تخدير الأعضاء أو كسلها أو وهنها وضعفها حيث لا تستطيع القيام بأعبائها وأعمالها المكلفة بها ، وقد رجع الفقهاء في ذلك إلى أهل الخبرة في هذا الشأن وهم الأطباء عملا بقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43
ولذا إختلفت أحكامهم بحسب إختلاف أقوال الأطباء في هذا الباب ، فمن الأطباء من يحرم التبغ على المصابين بأمراض بعينها ، وهؤلاء يحرم عليهم شرب الدخان ، ومنهم من يطالبونه بأن يتناول قليلا من التبغ حتى تقل شهيته إلى الطعام ، كذوي السمنة وهؤلاء يباح لهم شرب الدخان ، ولا ننسى الجوانب الإجتماعية فلها أيضا أثر كبير في ذلك وإذا كان الرجل فقيراً ولا يجد ضرورياته هو وأسرته إلا بمشقة بالغة ودخله لا يكاد يكفيه يحرم عليه أن يشرب التبغ ويحرم أهله وذويه من مطلب ضروري لا غنى لهم عنه
وهكذا نجد أن أحكام التبغ تدور وفق حالة الإنسان الصحية والاجتماعية والذي يقرر ذلك هم علماء الشريعة الفقهاء بعد الرجوع إلى أهل الخبرة من علماء الإجتماع والأطباء وغيرهم
ما الغرض من تحريم الربا؟
الإجابة : 
الغرض من تحريم الربا أمور كثيرة وضحتها الشريعة المطهرة وعلوم الاقتصاد المعاصرة منها :
1. الربا يمنح صاحب المال الحصول على المكاسب الباهظة بغير تعب ولا عمل ولا عناء والإسلام يحرص على توظيف الأموال في الأعمال لإتاحة الفرصة للفقراء وتوفير فرص العمل المناسبة لهم ، لكن الربا يقلل فرص الحصول على العمل في المجتمع
2. أقرت المجتمعات الأوربية الحديثة أن سبب التضخم الذي تعاني منه كثير من الدول هو الربا حيث أن ميزانية هذه الدول تبتلعها الفوائد الربوية الباهظة المحددة على القروض التى إقترضتها هذه الدول مما يؤثر سلبا على خدمات هذه الدول نحو أبناءها سواء خدمات تعليمية أو صحية أو في مجال النقل والمواصلات أو الكهرباء أو تعبيد الطرق وغيرها من الخدمات التى يحتاج إليها المواطنون جميعا أغنياء وفقراء
3. أن الربا يستغل حاجة الفقير ويؤثر عليه تأثيراً بالغاً قد يجعله لا يخرج من هذه الضائقة الإقتصادية أبداً والإسلام يجعل له بديل إقتصادي عظيم هو القرض الحسن الذي يحبب في فعله الأغنياء ويدعوهم إليه ربهم في محبة الناس وطلبا لمرضاة الله عز وجل

{1} رواه أبو داود والإمام أحمد والبيهقي عن أم سلمة
 

الخميس، 28 أغسطس 2014

الكاتب ابومعاذ | على6:34 م | لا يوجد تعليقات

بنى سيدنا إبراهيم وإسماعيل البيت ثم أمره الله عز وجل أن ينادي على الناس بالحج للبيت فقال: يا ربَّ وما يبلغ صوتي ، قال: عليك الآذان وعلينا البلاغ: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ{27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} الحج27
فوقف سيدنا إبراهيم عليه السلام على جبل أبي قبيس وأمر الله عز وجل الأرواح أن تخرج من مستقرها وأمر الجبال أن تهبط والوديان أن ترتفع وأمر الهواء أن يوصل صوته إلى الناس جميعاً. فنادى إبراهيم مرة جهة المشرق ومرة جهة المغرب ومرة جهة الشمال ومرة جهة الجنوب وفي كل مرة يقول: أيها الناس إن الله قد بنى لكم بيتاً وأمركم بالحج فحجوا فلبى الناس في زمانه ولبت الأرواح من عصره إلى يوم الدين وقالوا جميعاً: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك.
منهم من رددها مرة ومنهم من رددها مرتين ومنهم من زاد على مرتين والملائكة يسجلون قال صلى الله عليه وسلم: {فمن لبى مرة حج مرة ومن لبى مرتين حج مرتين ومن زاد على ذلك فبحساب ذلك}{1}
فإذا كانت ليلة النصف من شعبان يظهر في اللوح المحفوظ أسماء حجاج بيت الرحمن في هذا العام فتحمل الملائكة النبأ إلى قلوبهم وإلى أرواحهم فيحسون بالشوق إلى بيت الله وبالحنين إلى حج بيت الله ويهيئ الله عز وجل الأسباب وهو سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب منهم من يوفقه الله عز وجل ويأتيه ملك في المنام يبشره بحج بيت الله الحرام ومنهم من يوفقه الموفق فيأتيه الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم فيدعوه بذاته الشريفة للحج وللزيارة وناهيك بهذا الشرف العظيم
فعندما جاء صلى الله عليه وسلم إلى هارون الرشيد يدعوه قام من نومه مستبشراً وأقسم أن يحج ماشياً على قدميه من بغداد حتى يؤدي المناسك لماذا؟ لأن الذي بشره ودعاه هو حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم
وهذه امرأة من الجزائر جاءها صلى الله عليه وسلم فدعاها للحج وللزيارة فقامت من نومها فرحة مستبشرة وأقسمت أن تذهب إلى البيت على عينيها وبعد القسم احتارت في كيفية التنفيذ فذهبت وأرسلت إلى العلماء لتستفتيهم فأفتوها أن تصلي ركعتين عند كل خطوة تخطوها في طريقها إلى بيت الله عز وجل فذهبت بهذه الطريقة في ثلاث سنوات حتى وصلت إلى بيت الله الحرام لتوفي بالوعد الذي أقسمت عليه لله عزوجل
ومنهم من يرى في منامه أنه يطوف مع الطائفين ومنهم من يرى نفسه واقفاً على عرفات مع الحجيج ومنهم من يرى أنه يسعى بين الصفا والمروة ومنهم من يرى أنه في الروضة النبوية الشريفة تأتيهم الدعوات بأي كيفية من الله عز وجل
ومنهم من يخبره ملك الإلهام الموجود على قلبه فيهيئ له الشوق الحار لزيارة الله في بيته والظمأ الشديد لأداء المناسك فيعلن إلى من حوله أنه ذاهب إلى بيت الله فلا يذهب إلى هناك على الحقيقة رجل ماله حلال إلا إذا سبق له التوفيق من الموفق عز وجل
أما الذي يذهب وماله حرام فليس لنا شأن به ومثلما راح سيعود ولن يناله إلا التعب والمشقة وقد قال صلى الله عليه وسلم في مثله: {مَنْ حَجَّ بِمَالٍ حَرَامٍ فَقَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، قَالَ اللَّهُ عز وجل لَهُ: لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ وَحَجُّكَ مَرْدُودٌ عَلَيْكَ}{2}
أما لماذا يذهبون؟ بعضهم ينال النصيب الأوفر فيأخذ حظه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : {مَن حَجَّ هذا البيتَ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ ، رجَعَ كما ولَدَتْهُ أمُّه}{3}
وبعضهم ينال نصيب أكبر من هذا ويكون داخلاً في قوله صلى الله عليه وسلم: {الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلاَّ الجَنَّةِ}{4}
فالذي عليه ذنوب يرجع وقد طهره الله من الذنوب والعيوب والذي يحج وليس عليه ذنوب ولا له ذنوب يأخذ كارت ضمان من علام الغيوب بدخوله الجنة والأمان يوم الموقف العظيم ويدخل في قول الرحمن الرحيم {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} آل عمران97
آمناً من عذاب الله وآمناً من غضب الجبار ، وآمناً من شرار الناس في هذه الحياة الدنيا ، وآمناً من فزع يوم القيامة لأنه يدخل في قول الله {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}الأحقاف13
درجات لا نستطيع عدها في هذا الوقت ، قال صلى الله عليه وسلم: {إن الله وعد من حج البيت أن يرده إلى بيته غانماً سالماً مغفوراً له ذنبه وإن توفاه عنده أن يقيض له ملكاً يحج عنه ويلبي عنه إلى يوم القيامة}{5}
ما هذه المغفرة التي ينالها حجاج بيت الله؟ ومن ينالونها هل يتبقى عليهم شئ بعدها أم يغفر الله عز وجل لهم جميع ذلك؟ إن الله عز وجل يغفر لهم مغفرة عامة شاملة لكل ما قالوه أو فعلوه أو اقترفوه أو جنوه يقول فيها صلى الله عليه وسلم: {إِذَا أَفَاضَ الْقَوْمُ مِنْ عَرَفَاتٍ أَتَوْا جَمْعاً فَوَقَفُوا ، قَالَ اللهُ تعالى: انْظُرُوا يَا مَلاَئِكَتِي إِلَى عِبَادِي عَاوَدُونِي فِي الْمَسْأَلَةِ ، أُشْهِدُكُمْ أَني قَدْ أَجَبْتُ دَعْوَتَهُمْ ، وَشَفَعْتُ رَغْبَتَهُمْ ، وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنَهُمْ جَمِيع مَا سَأَلَ ، وَتَحَمَّلْتُ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ}{6}

{1} أخرجه ابن اسحاق في سيرته والأرزقي في أخبار مكة {2} رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني والبزار عن أبي هريرة {3} رواه الدار قطنى في سننه وأحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أبي هريرة {4} رواه أحمد في مسنده والبيهقي في سننه ومسلم في صحيحه والطبراني والحاكم عن جابر {5} رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة {6} الْخطيب في المتفق والمفترق عن أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ

الاثنين، 25 أغسطس 2014

الكاتب ابومعاذ | على6:21 ص | لا يوجد تعليقات


بيت الله الحرام فيه آيات ظاهرة جلية يراها حتى الكافر والنافر ، بل إن كفار مكة كانوا يعظمون البيت قبل الإسلام ومعهم العرب وهم يعبدون الأصنام لماذا؟ للآيات الحسية التي رأوها في هذا البيت المبارك
انظروا معي بيت بني بالأحجار كيف تتأدب معه الحيوانات والأطيار؟ وهي كما نعلم جميعاً ليس معها عقول ولم تتأدب بآداب ، إن الطيور التي حوله والتي حماها الله وحرم ذبحها لأدبها مع بيت الله ماذا تفعل؟
تطوف حوله كالطائفين ولا تعلو ظاهره أبداً في طيرانها إلا الطائر المريض فإنه يعلو ظاهر البيت ويقف فوق ظهره للحظات فيشفى بإذن الله عز وجل أما الجميع فيطوفون حوله كما يطوف الطائفون ولا يعلون ظهره أبداً أدباً مع بيت ربهم عز وجل
بل إن الناقة التي ركبها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجة الوداع وطاف راكباً لها حول البيت وسعى عليها بين الصفا والمروة أمسكت نفسها فلم تخرج بولاً ولا روثاً في بيت الله عز وجل تأدباً مع بيت الله عز وجل مع أن بولها طاهر وروثها طاهر لأن القاعدة الشرعية كل ما أكل لحمه فبوله طاهر وروثه طاهر
بل إن الحيوانات المتوحشة كالأسود والنمور والكلاب رؤى عنها مراراً وتكراراً أنها كانت تجري وراء صيد لها مثيل لها فتجري وراء زرافة أو تجري وراء ماعزاً وتجري وراء ضبّ فتدخل الفريسة الحرم فيقف الوحش ويتأدب ولا يستبيح الصيد في داخل الحرم الذي جعله الله عز وجل آمناً فإذا كانت الحيوانات المتوحشة والطيور والحيوانات المستأنسة تتأدب مع هذا البيت فلماذا؟
لأن فيه أسرار وأنوار لا يكشفها الواحد القهار إلا لعباده الأخيار والأطهار بل إن العرب عرفوا به أسرار الأمطار قبل تقدم علم الفلك في العالم أجمع فيجلسون حول البيت في موسم الحج فإذا نزل المطر شرق البيت كان شرق العالم كله في هذا العام في خير وبركة ومطر من الملك العلام وإذا نزل الغيث غرب البيت كان غرب العالم كله في هذا العام مطر وخير من الله عز وجل وإذا نزل المطر حوله من جميع الجهات كان هذا العام عام رخاء على الأرض كلها
فهو الميزان وهو المرصد الذي يحدد الخير النازل من الله إلى جميع عباد الله وشتى أرجاء المعمورة بإذن الله عز وجل ، هذا البيت لا يخلو من الملائكة فحوله سبعون ألفاً من الملائكة الكرام كل كلماتهم آناء الليل وأطراف النهار آمين آمين آمين يؤمنون على دعاء الطائفين والعاكفين والراكعين والساجدين في بيت رب العالمين عز وجل
ولذا كان الدعاء فيه مستجاب لا يرد أبداً لأن الله عز وجل جعله موضع إجابة وعندما دعا فيه الخليل إبراهيم رأينا أثر دعوته إلى يومنا هذا فما فيه هؤلاء القوم من خيرات وثمرات وبركات إنما هو استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام
هذه الآيات وغيرها كثيرات لضيق المقام عن ذكرها جعلت المولى عز وجل لا يدخل بهذا البيت إلا من يحبه من عباده وكل من أراد الله غفران ذنوبه وكل من أراد الله ستر عيوبه وكل من أراد الله تطهيره من الخطايا وكل من أراد الله أن يجعله من التوابين والمتطهرين اسمعه في البدأ دعوة إبراهيم للزائرين 

الأحد، 24 أغسطس 2014

الكاتب ابومعاذ | على7:02 ص | لا يوجد تعليقات

 
هذه الأسئلة موجهة من أجانب غير مسلمين


ما الحكمة من وراء أركان الإسلام الخمسة؟

الإجابة : 

لأركان الإسلام الخمسة حكم كثيرة فلكل ركن من هذه الأركان حكم لا تعد خاصة به لكننا سنكتفى في هذا المقام بأبرز الحكم المشتركة بين عناصر الإسلام الخمسة وهي :

1. تجعل المؤمن يعترف بالعبودية ويقر بالألوهية لله عز وج فينجو من الشرك بأنواعه والإلحاد بكافة أساليبه

2. تعد هي امتحان التصديق للإيمان فالمؤمن عندما يعلن إيمانه بالله عز وجل يحتاج إلى برهان من العمل يدلل به على صدق إيمانه فكان هذا البرهان هو العمل بأحكام الإسلام الخمسة


3. العمل بهذه الأركان يعمل على طهرة النفس وتزكيتها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة التى ينبغي للمؤمن أن يتجنبها في حياته لينال محبة الناس في الدنيا ورضا الله عز وجل في الدار الآخرة

4. المداومة على العمل بأركان الإسلام الخمسة يكسب فاعلها الأخلاق الطيبة والأوصاف الكريمة وأولاها البعد عن المعاصي وتجنب الشرور ، وثانيها المسارعة إلى عمل الخيرات وفعل الطاعات


5. القيام بها دائما يحدث للمرء التوازن النفسي الذي لا بد له منه في حياته ليحيا حياة طيبة كريمة والإستقرار الوجداني الذي يساعده على حسن التفكير وجودة التدبير والإختراعات والمكتشفات التى تيسر له أمور حياته

6. العمل بها يجعل المرء يكثر من ذكر الله عز وجل وذكر الله به طمأنينة القلب وسلامة الصدر وراحة الضمير


إلى غير ذلك من الحكم الكثيرة الدينية والعلمية والاجتماعية التى يكتسبها المرء من هذه الأركان والتى لا نطيل بذكرها الآن خوفا من السآمة والملل ، ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع لكتب الفقه والدين ومراجع الفلسفة الإسلامية ليتعرف بوضوح على جلية هذا الأمر


هل يجب على من يريد الدخول فى الإسلام الإغتسال؟

الإجابة : 

يجب على من يريد دخول الإسلام الإغتسال ظاهراً بالماء وهو إشارة إلى غسل قلبه وباطنه من الشرك والشكوك والظنون والأوهام التى لا تليق بمعتنق الإسلام ، وإشارة أيضاً لغسل جوارحه الظاهرة اليدين والرجلين والعينين والأذنين واللسان والفرج والبطن من الآثام والذنوب التى ارتكبها بهذه الجوارح قبل دخول الإسلام ، فيدخله طاهراً نظيفاً ظاهراً وباطنا فيكتسب محبة الله لأن الله يقول في كتابه: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة222


هل إزالة الشعر لأحد الراغبين في اعتناق الإسلام واجبة؟ وأنه جزءٌ من النقاء أو النظافة؟

الإجابة : 

لم يثبت أن الإسلام طلب من أحد معتنقيه حديثاً أن يزيل شعره إلا إذا كان شعره طويلاً عن الحد وأشعث أغبر فيطالبه بتهذيبه على سبيل الاستحباب لقوله صلى الله عليه وسلم:{مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ ، فَلْيُكْرِمْهُ}{1}

أما الذي يطالب به الذكر فقط عند دخوله في الإسلام فهو أن يختتن إن لم يكن إختتن قبل ذلك لأن الختان من شعائر الإسلام الفارقة بينه وبين الأديان الأخرى


{1} رواه أبو داود عن أبي هريرة
[/QUOTE]





 

الجمعة، 22 أغسطس 2014

الكاتب ابومعاذ | على11:06 ص | لا يوجد تعليقات
المغناطيس
العالم كله من حولنا الكافرين والمشركين والجاحدين والملحدين يتعجبون من الروح الغريبة التي تنتشر في المسلمين في هذه الأيام شوقاً إلى بيت الله الحرام ، ينظرون إلى وسائل الإعلام فيرون المسلمين الفقراء يضحون بكل شئ ويتبعون كل شئ في سبيل أن يذهبوا لهذه البقاع المباركة
ثم ينظرون إلى أحوالهم عند وصولهم إلى هذه الأماكن منهم من يتوفى ومنهم من يبكي ومنهم من يصرخ ومنهم من يفعل كذا وكذا ، فيزداد عجبهم ويتساءلون لم يفعل المسلمون هذه الأشياء؟ لحجارة في ظنهم وخيالهم وجهلهم كأي حجارة في الأرض
لكن تعالوا معي يا عباد الله ننظر إلى المغناطيس الإلهي الذي أودعه الله في بيت الله والذي يجذب المؤمنين القاصين والدانين جميعاً إلى بيت الله ما هو؟ إن الله عز وجل يتحدث عن ذلك فيقول: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} آل عمران96
ماذا فيه؟: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ} آل عمران97
فيه علامات واضحات ، فيه مناهج ودلالات ، فيه أنوار ساطعات ، فيه إشراقات وفيوضات وتجليات لمن فتح الله عين قلبه ونظر بنظارة الإيمان فيرى حول بيت الله أنوار مكون الأكوان عز وجل ، أما هؤلاء الذين عمت بصائرهم فلا يرون هذه الآيات ولا ينكشفون على تلك التجليات لأن الله عز وجل لا يكشف على أسراره للمجرمين والمشركين وإنما يحفظها لعباده المؤمنين ولا يكشفها إلا للصادقين من عباده المؤمنين
تعالوا معي يا عباد الله جماعة المؤمنين نجلس في بيت الله وننظر إلى الكعبة المشرفة التي أسسها الله على مائدة الله والنظر إليها عبادة فما بالكم بالطواف حولها والصلاة لها إنها عبادات مباركات لها أجر ثابت حدده سيد السادات صلى الله عليه وسلم
أول سؤال يواجهنا ونحن حول هذا البيت لماذا بناه الله؟ ولماذا أمر برفعه الله؟ إن هذا له قصة عجيبة فعندما اختار الله آدم عليه السلام ليكون خليفة في الأرض وجمع الملائكة أجمعين وأمرهم بالسجود لمن اختاره خليفة عن رب العالمين وقال لهم موجهاً لهم الخطاب: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة30
فعلموا أنهم أخطأوا في الجواب على حضرة الوهاب وأساءوا الأدب في الحديث مع حضرة الله فخرجوا هائمين إلى البيت المعمور يطوفون حوله يعلنون توبتهم ويقدمون ندمهم لعل الله عز وجل يغفر لهم هذه الذلة
فلما طافوا حول البيت المعمور وهو فوق السماء السابعة تجاه الكعبة تماماً قال لهم الله{اهبطوا إلى الأرض فابنوا لعبادي بيتاً إذا أخطأوا كما أخطأتم وأذنبوا كما أذنبتم يذهبون إليه فيطوفون حوله كما طفتم فاغفر لهم كما غفرت لكم} 
ونزل آدم عليه السلام من الجنة بأرض الهند وأخذ يبكي على ذنبه لله أربعين عاماً حتى رق عليه الملائكة الكرام فنزل أمين الوحي جبريل وقال يا آدم أين أنت من بيت الله اذهب إليه فطف حوله يغفر لك ذنبك الله عز وجل
فجاء من أرض الهند إلى أرض الحجاز ماشياً على أقدامه فطاف بالبيت وهو يقول كما أنبأنا حضرة الرسول: {اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي ، اللهم إني أسألك إيماناً يباشر سويداء قلبي حتى لا أحب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت إنك على كل شئ قدير}{1}
طاف حوله وهو يردد هذه الكلمات فأوحى الله عز وجل إليه {يا آدم قد دعوتنا بدعوات فاستجبناها لك وكل من جاء من بنيك وذريتك إلى هذا البيت ودعا بهذه الدعوات استجبنا له وغفرنا له ذنبه ونزعنا الفقر من بين عينيه وملأنا قلبه بالإيمان وتجرنا له من وراء تجارة كل تاجر}
فهو رمز المغفرة من الغفار وسر التوبة من التواب ورمز القبول من العزيز الوهاب لمن خرج من بيته لا يريد إلا وجه الله ولا يبغى بحجة إلا اتباع سيدنا ومولانا رسول الله وماله حلال واجتهد في جمعه من طريق حلال
إذا ذهب إلى هناك وطاف بالبيت وانتهى من الطواف يضع الملائكة الموكلين بالبيت أيديهم على ظهره ويقولون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قد كفيت ما مضى فاستأنف العمل فيما بقى} ، {مَنْ أَتَىٰ هَـٰذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ}{2}
ولم يحدد الصغائر ولا الكبائر ، السر ولا العلانية رب العباد فإن الله عز وجل يغفر جميع الذنوب لأنه يرده كالطفل المولود والطفل المولود لا يكتب عليه الكرام الكاتبون سيئات أبداً لا يكتبون له إلا خيرات وحسنات لكن صحيفة سيئاته كما هي مطوية لا تفتح إلا إذا بلغ الحلم فيرجع وليس عليه شاهد بذنب لأن الله عز وجل غفر له جميع ذنبه

{1} الراوي: بريدة المحدث: السيوطي - المصدر: الدر المنثور - الصفحة أو الرقم: 1/315 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به
{2} رواه البخاري ومسلم في صحيحهما والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة

الاثنين، 18 أغسطس 2014

الكاتب ابومعاذ | على8:45 ص | لا يوجد تعليقات

قال الله تعالى للمؤمنين الذين يحرصون على أبنائهم بعد انتقالهم من هذه الحياة: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ} ماذا يفعلوا يا رب؟{فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} النساء9
أمرين اثنين ، يتقوا الله عز وجل ويقولوا الأقوال السديدة التي تسدد لهم في خانات حسناتهم وفي صحف إيمانهم حتى تنتفع بها ذرياتهم بعد مماتهم
إذاً الأمر على عكس ما يقول الناس فالذي ينفع الأبناء على التحقيق ليست وديعة البنوك ولكن الوديعة التي ادخرتها عند ملك الملوك عز وجل حتى أن الله سخر نبياً من أولي العزم وولياً من كمل الأولياء من أجل بناء الجدار فالولي يبني ومعه المسطرين والنبي يصنع المونة ويناولها له ويناول معها الطوب لهذا الولي
مع أن هذه البلدة لم يَدْعهم أحد من أهلها حتى لشربة ماء أو فنجان قهوة أو كوب شاي ولما قال سيدنا موسى كيف نعمل لأناس لم يضيّفنا منهم أحد؟ أجابه نحن مكلفين بهذا العمل من الله لأجل هذين الغلامين {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} الكهف82
أبوهم هذا كان الجد السابع وليس الأب المباشر ولا الذي بعده ولكن الجد السابع كان صالحاً فنفع الله به ذريته من بعده وسخر لهم رسولاً وولياً ليقيما الجدار وليحفظ هذا الكنز حتى يبلغ الصبيان فضلاً من الله عز وجل ونعمة
فسيدنا إبراهيم علّمنا هذا الدرس بأننا ندعو لهم بالصلاح ونهتم في أمرهم بأمر الله ونسوقهم إلى الطاعات ونعرفهم التشريعات ونبين لهم أحكام كتاب الله ونوضح لهم سنة سيدنا ومولانا رسول الله ثم نطمئن إلى أن عناية الله لن تتخلف عنهم طرفة عين ولذا ضرب الله لنا مثلاً مع إبراهيم
بعضنا يشككه القوم في هذه الأمور ويقولون له كيف تأتي تقوى الله بالأرزاق؟ وكيف تأتي الحسنات بالخيرات مع أن الله عز وجل أبرم هذا الأمر فقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (2- 3الطلاق)
حتى لا يفكر بأن الحسبة التي حسبها أو الرصيد الذي تركه في البنك أو في الأرض أو في التجارة هي التي تنفعه فذلك كله يقول فيه القائل :
ما بين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال
ولكي يزيدنا الله يقيناً ذكر لنا ما فعله مع الخليل ومع زوجة الخليل وابنها فقد بعث لهم الماء وأرسل لهم الناس وهيئ لهم الجيران الذين يزورونهم ويودونهم من كل أنحاء العالم إلى يوم القيامة وصدق الله عز وجل إذ يقول: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }طه132
afa Rabea Abdelbaset]
الكاتب ابومعاذ | على8:45 ص | لا يوجد تعليقات

قال الله تعالى للمؤمنين الذين يحرصون على أبنائهم بعد انتقالهم من هذه الحياة: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ} ماذا يفعلوا يا رب؟{فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} النساء9
أمرين اثنين ، يتقوا الله عز وجل ويقولوا الأقوال السديدة التي تسدد لهم في خانات حسناتهم وفي صحف إيمانهم حتى تنتفع بها ذرياتهم بعد مماتهم
إذاً الأمر على عكس ما يقول الناس فالذي ينفع الأبناء على التحقيق ليست وديعة البنوك ولكن الوديعة التي ادخرتها عند ملك الملوك عز وجل حتى أن الله سخر نبياً من أولي العزم وولياً من كمل الأولياء من أجل بناء الجدار فالولي يبني ومعه المسطرين والنبي يصنع المونة ويناولها له ويناول معها الطوب لهذا الولي
مع أن هذه البلدة لم يَدْعهم أحد من أهلها حتى لشربة ماء أو فنجان قهوة أو كوب شاي ولما قال سيدنا موسى كيف نعمل لأناس لم يضيّفنا منهم أحد؟ أجابه نحن مكلفين بهذا العمل من الله لأجل هذين الغلامين {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} الكهف82
أبوهم هذا كان الجد السابع وليس الأب المباشر ولا الذي بعده ولكن الجد السابع كان صالحاً فنفع الله به ذريته من بعده وسخر لهم رسولاً وولياً ليقيما الجدار وليحفظ هذا الكنز حتى يبلغ الصبيان فضلاً من الله عز وجل ونعمة
فسيدنا إبراهيم علّمنا هذا الدرس بأننا ندعو لهم بالصلاح ونهتم في أمرهم بأمر الله ونسوقهم إلى الطاعات ونعرفهم التشريعات ونبين لهم أحكام كتاب الله ونوضح لهم سنة سيدنا ومولانا رسول الله ثم نطمئن إلى أن عناية الله لن تتخلف عنهم طرفة عين ولذا ضرب الله لنا مثلاً مع إبراهيم
بعضنا يشككه القوم في هذه الأمور ويقولون له كيف تأتي تقوى الله بالأرزاق؟ وكيف تأتي الحسنات بالخيرات مع أن الله عز وجل أبرم هذا الأمر فقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (2- 3الطلاق)
حتى لا يفكر بأن الحسبة التي حسبها أو الرصيد الذي تركه في البنك أو في الأرض أو في التجارة هي التي تنفعه فذلك كله يقول فيه القائل :
ما بين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال
ولكي يزيدنا الله يقيناً ذكر لنا ما فعله مع الخليل ومع زوجة الخليل وابنها فقد بعث لهم الماء وأرسل لهم الناس وهيئ لهم الجيران الذين يزورونهم ويودونهم من كل أنحاء العالم إلى يوم القيامة وصدق الله عز وجل إذ يقول: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }طه132
afa Rabea Abdelbaset]
الكاتب ابومعاذ | على8:45 ص | لا يوجد تعليقات

قال الله تعالى للمؤمنين الذين يحرصون على أبنائهم بعد انتقالهم من هذه الحياة: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ} ماذا يفعلوا يا رب؟{فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} النساء9
أمرين اثنين ، يتقوا الله عز وجل ويقولوا الأقوال السديدة التي تسدد لهم في خانات حسناتهم وفي صحف إيمانهم حتى تنتفع بها ذرياتهم بعد مماتهم
إذاً الأمر على عكس ما يقول الناس فالذي ينفع الأبناء على التحقيق ليست وديعة البنوك ولكن الوديعة التي ادخرتها عند ملك الملوك عز وجل حتى أن الله سخر نبياً من أولي العزم وولياً من كمل الأولياء من أجل بناء الجدار فالولي يبني ومعه المسطرين والنبي يصنع المونة ويناولها له ويناول معها الطوب لهذا الولي
مع أن هذه البلدة لم يَدْعهم أحد من أهلها حتى لشربة ماء أو فنجان قهوة أو كوب شاي ولما قال سيدنا موسى كيف نعمل لأناس لم يضيّفنا منهم أحد؟ أجابه نحن مكلفين بهذا العمل من الله لأجل هذين الغلامين {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} الكهف82
أبوهم هذا كان الجد السابع وليس الأب المباشر ولا الذي بعده ولكن الجد السابع كان صالحاً فنفع الله به ذريته من بعده وسخر لهم رسولاً وولياً ليقيما الجدار وليحفظ هذا الكنز حتى يبلغ الصبيان فضلاً من الله عز وجل ونعمة
فسيدنا إبراهيم علّمنا هذا الدرس بأننا ندعو لهم بالصلاح ونهتم في أمرهم بأمر الله ونسوقهم إلى الطاعات ونعرفهم التشريعات ونبين لهم أحكام كتاب الله ونوضح لهم سنة سيدنا ومولانا رسول الله ثم نطمئن إلى أن عناية الله لن تتخلف عنهم طرفة عين ولذا ضرب الله لنا مثلاً مع إبراهيم
بعضنا يشككه القوم في هذه الأمور ويقولون له كيف تأتي تقوى الله بالأرزاق؟ وكيف تأتي الحسنات بالخيرات مع أن الله عز وجل أبرم هذا الأمر فقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (2- 3الطلاق)
حتى لا يفكر بأن الحسبة التي حسبها أو الرصيد الذي تركه في البنك أو في الأرض أو في التجارة هي التي تنفعه فذلك كله يقول فيه القائل :
ما بين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال
ولكي يزيدنا الله يقيناً ذكر لنا ما فعله مع الخليل ومع زوجة الخليل وابنها فقد بعث لهم الماء وأرسل لهم الناس وهيئ لهم الجيران الذين يزورونهم ويودونهم من كل أنحاء العالم إلى يوم القيامة وصدق الله عز وجل إذ يقول: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }طه132
afa Rabea Abdelbaset]

شارك

Delicious Digg Facebook Favorites More Stumbleupon Twitter